تذهب الظنون أحيانا بالرقيب إلى أننا مجتمع خارج عن العادة أو خارج السياق الاجتماعي، ربما لأننا مجتمع يتسم بالتدين، والمحافظة، والخصوصية ، لذلك نعيش ما بين نقد الذات وتجرع الملامات. فإن استيقظنا على انحراف في سلوكيات شبابنا استعظمناها وهولنا أمرها وكأنه خطب جلل، واشتدت علينا نبل القوم، وإن انتبهنا لانحراف سلوك غيرنا طوينا سياطنا وأنخنا رحال النقد، ومجتمعنا كغيره من المجتمعات فيه الاستقامة وفيه الانحراف، فلسنا بدعا ولسنا مثالا، إنما نحن بشر تقومه وتحكمه السنن والمبادئ والمعايير والأنظمة والتشريعات والسلوك، وكل انزياح عن تلك القيم الأخلاقية يفرز تغيرات تتفاوت في مستوياتها بين الهفوة والشناعة، والعيب والجرم، والخطأ والانحراف.
ومن بين تلك الانزياحات ظاهرة التحرش الجنسي، وتسمى ظاهرة لأنها ملفتة الحدوث، خادشة للحياء، شادهة للبصر، شاغلة للتفكير؛ وذلك قياسا إلى حجم الاختراق الذي تحدثه في جدار النظام الاجتماعي الصارم، وبحجم الانتهاك لسياج العادات الثابتة.
ولا يمكن لنا غض النظر عن الدوافع التي أدت إلى نقض نسيج الفطرة لدى بعض الشواذ إذ لابد أن ندرك أن عربة السوء مرت على مناطق متعددة من المبررات المحفزة على تهشيم القيم، وأولها تهميش الأسرة لدورها التربوي، ثم تثاؤب المرشدين والمرشدات في المدارس، وإهمال وجود المشرفين الاجتماعيين والمشرفات، ثم تساهل أفراد المجتمع في الأخذ على يد المسيء والإنكار عليه.
قضية التحرش تعني وجود طرفين عانى أحدهما من قلة جرعات التربية، وعانى الآخر من الإهمال، وهذا يعني أن الطرفين ضحيتين لمن ذكرنا. فالأسرة والمدرسة والمجتمع والجهة الأمنية مسؤولون عن ذلك التراخي أمام ذلكم الانحراف، نأخذ مثلا المعتدي نجد من صور إهمال الأسرة: قلة الوعي الديني، والضغوطات النفسية، وعدم استثمار طاقاته وقدراته، ثم منحه الفضاء الواسع من الحرية دون رقيب، والشواذ من الذكور أكثر ولوغا في هذا المزلق ارتهانا إلى الغالبية، فتعدي البالغين أكثر، والشاهد على التغليب ما جاء في كتاب الله على لسان العزيز في سورة يوسف (...واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) فلم يقل من الخاطئات لأن ذلكم العمل يغلب عند الذكور.
والتحرش ثلاثة أنواع:
ــ إشارات واستدعاءات صامتة
- اعتداءات لفظية
- اعتداءات فعلية
فأما الأول: فهو نتاج الخلل السكيولوجي وما ينجم عنه من انفلات في التحكم بالمشاعر، وعدم ضبط الانفعالات الغريزية فهي رغبة شاذة مع عدم القدرة لوجود المانع.
وأما الثاني: فهو دليل على نقص جرعات الوعي والتربية على الحياء والتقيد بالآداب، وأما الثالث: فهو مع كل ذلك أي فقدان الوعي الديني والحياء والتحكم بالغريزة يعاني من سلوك التمرد والمكابرة بتجاهل الحقوق والنظم والتهاون بالحقوق الشخصية والتعدي على القيم الإنسانية، ومع الإيمان بوجود هذه المشكلة أتساءل عن دور المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية وعن مدى إمكانية إنشاء هيئة لمكافحة التحرش، وتجاوز حقوق الآخر، والتعدي على القيم والأخلاق. وختاما فإن العناية بالنشء تقي المجتمع من التطرف والانحراف والشذوذ:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين إذا قومته الخشب
ومن بين تلك الانزياحات ظاهرة التحرش الجنسي، وتسمى ظاهرة لأنها ملفتة الحدوث، خادشة للحياء، شادهة للبصر، شاغلة للتفكير؛ وذلك قياسا إلى حجم الاختراق الذي تحدثه في جدار النظام الاجتماعي الصارم، وبحجم الانتهاك لسياج العادات الثابتة.
ولا يمكن لنا غض النظر عن الدوافع التي أدت إلى نقض نسيج الفطرة لدى بعض الشواذ إذ لابد أن ندرك أن عربة السوء مرت على مناطق متعددة من المبررات المحفزة على تهشيم القيم، وأولها تهميش الأسرة لدورها التربوي، ثم تثاؤب المرشدين والمرشدات في المدارس، وإهمال وجود المشرفين الاجتماعيين والمشرفات، ثم تساهل أفراد المجتمع في الأخذ على يد المسيء والإنكار عليه.
قضية التحرش تعني وجود طرفين عانى أحدهما من قلة جرعات التربية، وعانى الآخر من الإهمال، وهذا يعني أن الطرفين ضحيتين لمن ذكرنا. فالأسرة والمدرسة والمجتمع والجهة الأمنية مسؤولون عن ذلك التراخي أمام ذلكم الانحراف، نأخذ مثلا المعتدي نجد من صور إهمال الأسرة: قلة الوعي الديني، والضغوطات النفسية، وعدم استثمار طاقاته وقدراته، ثم منحه الفضاء الواسع من الحرية دون رقيب، والشواذ من الذكور أكثر ولوغا في هذا المزلق ارتهانا إلى الغالبية، فتعدي البالغين أكثر، والشاهد على التغليب ما جاء في كتاب الله على لسان العزيز في سورة يوسف (...واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) فلم يقل من الخاطئات لأن ذلكم العمل يغلب عند الذكور.
والتحرش ثلاثة أنواع:
ــ إشارات واستدعاءات صامتة
- اعتداءات لفظية
- اعتداءات فعلية
فأما الأول: فهو نتاج الخلل السكيولوجي وما ينجم عنه من انفلات في التحكم بالمشاعر، وعدم ضبط الانفعالات الغريزية فهي رغبة شاذة مع عدم القدرة لوجود المانع.
وأما الثاني: فهو دليل على نقص جرعات الوعي والتربية على الحياء والتقيد بالآداب، وأما الثالث: فهو مع كل ذلك أي فقدان الوعي الديني والحياء والتحكم بالغريزة يعاني من سلوك التمرد والمكابرة بتجاهل الحقوق والنظم والتهاون بالحقوق الشخصية والتعدي على القيم الإنسانية، ومع الإيمان بوجود هذه المشكلة أتساءل عن دور المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية وعن مدى إمكانية إنشاء هيئة لمكافحة التحرش، وتجاوز حقوق الآخر، والتعدي على القيم والأخلاق. وختاما فإن العناية بالنشء تقي المجتمع من التطرف والانحراف والشذوذ:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين إذا قومته الخشب